الندوات الحضورية والندوات عبر الإنترنت والفعاليات رفيعة المستوى

ندوة بعنوان عصر السرعة – كيف نفهمه ونزدهر فيه

18 نوفمبر 2015

 

 

نظم مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الأوسط ، بالاشتراك مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ، ندوة بعنوان “عصر السرعة – كيف نفهمه ونزدهر فيه “، في 18 نوفمبر 2015، استضاف خلالها المفكر والكاتب بصحيفة “نيويورك تايمز” والحائز على جائزة “البوليتزر”، توماس فريدمان، والذي طرح أحدث أفكاره، وناقشها برفقة د. أسامة كنعان، مدير المركز. واجتذبت الندوة حشدا كبيرا من الجمهور والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية، والسفارات.

 

واستهل فريدمان حديثه قائلا: “هناك ثلاثة تحديات رئيسية يتعين على البلدان معالجتها اليوم إذ تطور العالم بوتيرة متزايدة”، وأضاف “إن العالم اليوم لا ينقسم إلى شرق وغرب، بل إلى عالم منظم وعالم فوضوي”. وركز حديثه حول الطريقة التي يمكن من خلالها أن تتكيف الدول المختلفة، ولا سيما في العالم العربي، مع عالم يشهد تغيرا سريعا بفعل مجموعة من التحديات والعوامل والقوى المؤثرة التي يعزز بعضها بعضا في عالم العولمة، والثورة الرقمية، وتغير المناخ.

وذكر فريدمان أن العولمة جعلت الاقتصادات أوثق صلة بعضها البعض، مما يزيد من الاعتماد المتبادل بين العمال والمستثمرين والأسواق، ويزيد من تعرضهم جميعا بالتوجهات العالمية السائدة؛ كما يمكن للعالم العربي أن يستفيد من هذه العولمة عن طريق إزالة العقبات التي تعيق التدفق الحر للتجارة وتبادل الأفكار. وأضاف فريدمان “أن إزالة الحواجز أمام التجارة عبر الحدود والتدفق الحر للأفكار يسمح بتنمية القطاع الخاص ومساعدة الدول العربية على النمو عالميا إضافة إلى تنويع قاعدتها الإنتاجية”، واسترسل قائلا ” ان هذا بالغ الأهمية خاصة بالنسبة للبلدان المنتجة للنفط التي تعتمد على مصدر واحد للإيرادات”. وأشار فريدمان إلى أنه بينما رفعت دول شرق آسيا وغيرها من الاقتصادات الناشئة إنتاجها بمعدل نمو مرتفع ومستدام وعززت قدرتها التنافسية في السوق العالمية، أظهرت معظم البلدان العربية تقدما بطيئا، وأحيانا لم تظهر أي تقدم.

ويكمن التحدي الثاني، وفقا لفريدمان، في الثورة الرقمية؛ إذ أشار إلى أن الأمثلة الحديثة “تظهر كيف أن القوة المتزايدة لحزم البرامج، وأجهزة الحاسوب، والروبوتات أصبحت تتطلب من العمال الارتقاء السريع بمهاراتهم أو مواجهة مخاطر فقدان وظائفهم”. وأضاف أن المنطقة العربية تحتاج لضمان الاستثمار السليم في نوعية التعليم والتدريب المهني؛ إذ يملك هذا الاستثمار القدرة على اللحاق بركب الثورة الرقمية، ويمكن أن يقدم فوائد كبيرة للبلدان. ويمكن للبلدان التي يحظى سكانها بالتعليم الجيد والتدريب الجيد جني ثمار الثورة الرقمية وإيجاد منافذ في شبكات الإنتاج الدولية من خلال الصادرات والتعهيد الخارجي.

وناقش فريدمان التحدي الثالث، المتعلق بظاهرة الاحتباس الحراري، قائلا “انه بالكاد تمت معالجة الآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري في الدول العربية حتى الان”. وأشار إلى أنه إذا لم يتم تخفيض الاتجاهات الحالية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإن العواقب بالنسبة للعالم يمكن أن تكون وخيمة، وحتى أكثر من ذلك في منطقة الخليج العربي. لذا يتعين على الحكومات في المنطقة تخصيص الموارد الكافية للحد من مخاطر الاحتباس الحراري ومنع الآثار السلبية على التنمية الاقتصادية.

 

التغطية الإعلامية: